ملكية وسائل الإعلام
يتمتّع لبنان بمشهد إعلامي فائق التسييس، حيث يملك عدد من الشخصيات السياسية أو الأحزاب الناشطة نحو ثلثَي وسائل الإعلام المشمولة بالمسح. كما تُسيطر ثماني عائلات لها مصالحها السياسية على وسائل الإعلام الأكثر شعبية في كل قطاع، ما يُعزّز الاستقطاب الحاصل في المشهد الإعلامي.
قطاع المحطّات التلفزيونية هو الأكثر شعبية على مستوى الأخبار. وتستحوذ الشركات الأربع الأهم على مجموع 80% من نِسب المشاهَدة. ومن بين المحطّات التلفزيونية الوطنية التسع، ستّ محطّات تملكها الدولة أو أنها مملوكة بصورة كاملة أو جزئية من جانب سياسيين ناشطين حالياً، ومحطّتان مملوكتان من جانب شخصيات سياسية سابقة أو طامحين للعمل النيابي، ومحطة واحدة يملكها حزب سياسي.
يشهد قطاع الإذاعات نسبة تركّز عالية أيضاً، حيث تستحوذ الشركات الأربع الأهم على 50% من المستمعين. وهو قطاع شديد التسييس كذلك نظراً إلى أن أربع إذاعات مملوكة من جانب أحزاب سياسية، وثلاثاً من جانب الدولة أو وزراء ونوّاب حاليين.
يتّسم قطاع المطبوعات بدرجة تركّز عالية، حيث تستحوذ الشركات الأربع الأهم على 85% من القرّاء. وتجدر الإشارة إلى أن معظم أصحاب وسائل الإعلام المطبوعة لهم انتماءات سياسية محدّدة.
بالمقارنة مع القطاعات الأخرى، يشهد قطاع وسائل الإعلام الإلكترونية وجود وسائل إعلام مستقلة بديلة وأخرى ذات انتماءات سياسية. من بين 11 منفذًا تمت دراستها، هناك 5 منافذ ذات انتماءات سياسية.
من يملك هذه الشركات؟
تنتمي كل وسيلة إعلامية مشمولة بالمسح تقريباً إلى كيان قانوني منفصل، إلاّ أن 15 عائلة مشاركة في ملكية وسائل الإعلام تعود أسماؤها في لوائح المساهمين في العديد من هذه الوسائل، ما يمنحها قوة التأثير على الرأي العام. ولدى تسليط الضوء على هذه العائلات، تبرز توجهات ثلاثة: أولاً، عائلات تعمل في قطاع الإعلام منذ عقود وقد دخلت الحياة السياسية بعد بناء اسم قوي لها في الوسط الإعلامي. ثانياً، عائلات بدأت المشاركة في الحياة العامة من خلال السياسة ثم استثمرت لاحقاً في قطاع الإعلام كسبيل لكسب المزيد من التأثير. ثالثاً، عائلات دأبت على ممارسة الأمرين بصورة متوازية فكان دورها السياسي مدعوماً دوماً بحضورها في قطاع الإعلام. كما أن عدد أصحاب وسائل الإعلام من السيدات منخفض بصورة مقلقة.